هل يتمتع المغناطيس حقاً بالقدرة على تسكين الأوجاع؟ في الواقع، لا يقضي المغناطيس على أوجاع معيّنة لكنّه يخفّفها. إليكم لمحة عن هذا الموضوع.
استعمال المغناطيس للعلاج وتسكين الألم طريقة قديمة بقدم العالم. تقول اختصاصية في هذا المجال إنها كانت تعاني التهاباً في أوتار الكتف، لم يكن بوسعها حتى أن ترفع ذراعها. لكن المغناطيس سمح لها باستعادة عافيتها بسرعة أكبر بكثير..
لا علاقة للحقل المغناطيسي بالجاذبية المغناطيسية بحدّ ذاتها بل بعلم الفيزياء. والواقع أنه ما إن تبدأ شحنة كهربائية بالتحرّك حتى ينشأ حقل مغناطيسي. في ما يتعلق بالمغناطيس، فإن دورة الإلكترونات الموجودة في الذرات هي التي تنتج حقلاً مغناطيسياً. وحتى الأرض نفسها تصدر حقلاً مغناطيسياً سببه حركة النواة الحديدية الأرضية.
برأي المعالجين بالأسلوب المغناطيسي، يتفاعل الحقل المغناطيسي مع الكائنات الحية. فهي تصدر تيارات كهربائية صغيرة تخفف حركة الألياف العصبية التي تمرر الشعور بالألم. يشار إلى أن فاعلية المغناطيس كمسكّن للألم تتجلى إلى حدّ كبير عندما يتعلق الأمر بأوجاع المفاصل والعظام. لكن المغناطيس يتمتع بخصائص وقدرات أخرى: ترخية العضلات، مكافحة التقلّصات وتهدئة الأوجاع الرحمية والهضمية...
إثباتات علميّةرداً على العلاج بالأسلوب المغناطيسي يتساءل الطب التقليدي: «أين الإثباتات العلمية على فاعلية هذا العلاج؟». لا تتمتع الدراسات العلمية التي أجراها مؤيدو العلاج المغناطيسي بقدرة إحصائية كبيرة. هذا بالإضافة إلى أنها تناولت أمراضاً تطوّرت بسرعة.
بيد أن تجارب أجريت على الحيوانات تثبت بوضوح أن الالتهاب خفّ بعد اللجوء إلى العلاج المغناطيسي في مرحلة مبكرة. لكن المعارضين يردون بأن الاختبارات التي تجرى على الحيوانات لا تثبت أن هذا العلاج فاعل بالنسبة إلى الإنسان. عموماً، يرى الاختصاصيون في هذا المجال أن إجراء دراسات واسعة النطاق حول فاعلية العلاج المغناطيسي سيكون مكلفاً جداً. كذلك، عندما نغوص في عمق العالم الطبي نصطدم بعوائق كبيرة وآراء مختلفة.
يلجأ عدد من الاختصاصيين إلى الأسلوب المغناطيسي لتسكين الألم المترتب عن التواء أحد المفاصل والتشنّجات العضلية وذلك استناداً إلى تجربتهم الشخصية في هذا المجال. لا يؤثر المغناطيس سلباً على الصحة لذلك يمكن اللجوء إل
يه من دون أي خطر.
في بعض البلدان المتطوّرة على غرار فرنسا، يؤثر الناس عدم اللجوء إلى العلاج المغناطيسي. لكن بعض المرضى جرّبه وأدرك أنه يسكن عدداً من الأوجاع وخصوصاً تلك المرتبطة بالدماغ. يشير بعض الاختصاصيين إلى أنه استخدم هذا العلاج على عدد من المرضى على مر السنين. لا تعطي هذه الطريقة نتائج سحرية ولا بد من الخضوع لجلسات عدة للحصول على نتيجة جيدة. في أحسن الأحوال ستُسكن الأوجاع، أما في أسوأها فلن يحصل المريض على أي نتيجة. يشار أيضاً إلى أن العلاج المغناطيسي لا يؤثر بالطريقة والدرجة نفسها في المرضى جميعهم، ويبدو أن البعض لا يتفاعل بشكل جيّد معه.
طريقة استعماليمكن الحصول على نتيجة أفضل من خلال العلاج المغناطيسي إذا وُضِع مغناطيسان حول نقطة الألم. ينبغي الحرص على ترك مسافة 5 سنتيمترات بين كل مغناطيس لتجنّب حصول أي انجذاب بين الإثنين. في كل مرة، ينبغي وضع الجهة الشمالية من أحد المغناطيسين على البشرة، والجهة المعاكسة من المغناطيس الآخر. أحياناً يكفي فعل ذلك لبضع دقائق وأحياناً أخرى ينبغي الخضوع للعلاج على مدى أسبوع للشعور بالتحسّن. إذا كان البعض يعترف بفاعلية المغناطيس في تسكين الآلام، يعتبر آخرون أن الخصائص الأخرى التي تنسب إليه موضع جدل. يقترح بعض مؤيدي العلاج المغناطيسي وضع مغناطيس بالقرب من قناني المياه لاعتبارهم أن المياه الممغنطة ترطب الجسم بشكل أفضل وتساعده في التخلص من السموم. لكن هذا خطأ. لا وجود للمياه الممغنطة. أجريَ هذا النوع من التجارب منذ زمن بعيد، ووضع المياه بالقرب من حقل مغناطيسي لا يبدّل تركيبتها أبداً. يشار إلى أن التأثير المغناطيسي ليس حكراً على المغناطيس وحسب، فالتجهيزات الكهربائية قادرة جميعها على أن تنتج حقلاً مغناطيسياً قوياً جداً.
3 أسئلة تخطر على بالك
1 - متى تلجأ إلى الأسلوب المغناطيسي؟يطبق بعض الاختصاصيين هذه التقنية على الرياضيين إلى جانب تقنيات أخرى تشمل العلاج الكهربائي.
2 - ما فائدته؟العلاج المغناطيسي فاعل جداً في علاج أمراض أوتار الجسم، تمدد العروق أو العضلات الذي يتعرض له الرياضيون... هذا بالإضافة إلى أنه يخفّف حدة التهاب المفاصل والوذمات، الذي يظهر عادة بعد الخضوع لجراحة في الركبة أو الكاحل. ينبغي الخضوع لجلسات عدة في فترة زمنية متقاربة لملاحظة الفرق وإدراك فاعلية العلاج.
3 - ما موانع اللجوء إليه؟يُنصح بعدم إخضاع النساء الحوامل أو مرضى السرطان لهذا النوع من العلاجات. كذلك ينبغي الانتباه لعدم وضع المغناطيس على مناطق من الجسم تحتوي على أدوات جراحية (قضيب من الفولاذ، عضو اصطناعي...).
المصدر:
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=145161